السبت، 28 مارس 2020

"كيف نمضي هذه الأيام!"

"كيف نمضي هذه الأيام!"




مما لا شك فيه أننا نعيش تلك الأيام حياة مختلفة تماماً عن التي عهدناها من قبل، حياة تختلف في كل تفاصيلها الكبيرة منها قبل الصغيرة، وكأن الأرض توقفت عن الدوران فجأة!

ولا أحد يعلم متى ستعود الأرض لدورانها مرة أخرى؟!

ولكن ما نعيشه الآن، يجب أن يوثق، فنحن تعيش منعطف تاريخي في حياة البشرية كلها، وإلى الآن لا أحد يعلم متى، أو كيف سينتهي هذا، كل ذلك بعلم الغيب، لنسأل الله أن يرفع عنا وعن البشرية هذا البلاء!

وعليه فقد تغيرت حياتنا تغيراً جذرياً، فعلى الصعيد الشخصي، أصبحنا هنا بالمنزل، أكثر اقتصادا بالموارد المتاحة، أصبحنا منتجين أكثر حتى الخبز بدأنا بخبزه وعجنه بالبيت، وحتى الصابون صرنا نعده هنا بالبيت وبأقل الموارد، وأقل الإمكانات صار لنا قالب صابون كبير يزن حوالي كيلو ونصف جرام، نقطع منه قطع كلما احتجنا لذلك.

صرنا أيضاً نصنع ألعابنا سوياً أنا وابنتي، صار لدينا وعي أكثر بقيمة الحياة، وقيمة الوقت، وقيمة ما رزقنا الله به من موارد، بدأت لي تلك الأيام، وكأننا رجعنا إلى الوراء خمسين عام، حينما كانت البيوت تتسع لقاطنيها، وصارت الشوارع أقل ازدحاماً، وأكثر هدوءا، حتى أنك تستطيع أن تستمتع بصوت زقزقة العصافير، وأنت جالس بغرفتك، حتى صوت قهوتك، وأثناء صبها بالفنجان، بالعادي كنا لا ننتبه لمثل هذه التفاصيل الصغيرة الممتعة في الحقيقة!

صارت النفوس أهدا، فكنا بالماضي القريب نقوم بكل شيء على عجل، وكأننا في صراع مع الزمن، لئلا يفوتنا شيء من عصر السرعة.

أصبح لدي وقت أكثر للقراءة، والكتابة على مهل، وتفكر، كل المصادر مفتوحة لاطلاع والتعلم، العالم في هدنة من الصراعات، والحروب.

أليست فرصة لاغتنام، فإذا نجونا بفضل الله، ورحمته فسنكون قد استثمرنا أوقاتاً لن تتكرر، وإن لم ننج فسنكون غرسنا فسيلتنا التي كانت في أيدينا!



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق